الدم والنار.. جيران ملك يروون مشاهد حرق جثتها بحلوان
المتهم كان يخبئ البنزين في شقته، وخطط لجريمته مسبقًا.. وأحد الأطفال: كان بيتحرش بالأطفال.. والجيران: عايزين حق الطفلة اللي اتقتلت من غير ذنب
تحرير:محمد أبو زيد١٢ يوليه ٢٠١٩ - ٠٥:٠٥ م
ملك أحمد شبانة صاحبة الـ9 سنوات، طالبة بالصف الثالث الابتدائي، لم تكن تعرف أن نهايتها ستكون مأساوية بهذا الشكل وستدفع حياتها ثمنا لخلافات والدها مع جاره الذي انتقم من والدها بقتله بطريقة بشعة، وقتلها هي الأخرى دون ذنب اقترفته لتلقى مصيرها بجوار والدها جثة متفحمة، بعدما سكب الجاني عليهما البنزين وأشعل في جثتيهما النيران، وخرج ينفض يديه الآثمتين من الدماء ويبحث عن مكان يخفي به أدوات جريمته تاركا خلفه جثتين محروقتين وطفلة في عمر الزهور ودما يغرق أرضية شقتهما المتواضعة.
في شقة متواضعة الحال بالطابق الثالث بمساكن التركيب في منطقة المثلث بمدينة حلوان، كان يعيش أحمد شبانة صاحب الـ39 عاما، برفقة طفلته "ملك" بعد قيام والدتها بخلع والدها عقب حبسه، ونشبت خلافات بين "شبانة" وجاره "جودة م. خ." بسبب شك الأول في وجود علاقة بين زوجته والجار وقيامه بتحريضها على إقامة دعوى خلع ضده
في شقة متواضعة الحال بالطابق الثالث بمساكن التركيب في منطقة المثلث بمدينة حلوان، كان يعيش أحمد شبانة صاحب الـ39 عاما، برفقة طفلته "ملك" بعد قيام والدتها بخلع والدها عقب حبسه، ونشبت خلافات بين "شبانة" وجاره "جودة م. خ." بسبب شك الأول في وجود علاقة بين زوجته والجار وقيامه بتحريضها على إقامة دعوى خلع ضده أثناء قضاء فترة عقوبته في السجن.
بعد خروجه من السجن عمل أحمد شبانة في بيع البطيخ على عربة كارو وأخذ طفلته تعيش معه، ويوم الثلاثاء الماضي في نحو السادسة مساءً تأخر أحمد عن ميعاد خروجه، ما دعا شقيقه "شوقي" لإرسال نجل شقيقه لإيقاظ عمه، وما إن دخل الطفل حتى وجد جثة عمه وملك متفحمتين لتعقد الصدمة لسانه ويبدأ في وصلة من الصراخ تجمع عليها الجيران ليكتشفوا الواقعة التي أصابت قلوبهم بالفزع.
غضب عارم وحزن على مقتل الطفلة ملك، وضح جليا على وجوه جيرانها مطالبين بالقصاص من القاتل عقب مقتلها بتلك الطريقة البشعة وإحراق جثتها، وروى الجيران مشاهد الدم والنار في شقة جارهم.
تقول أم تامر، جارة المجني عليهما: "فيه بين أبوها والمتهم خلاف هي مالهاش ذنب تتقتل وتموت كده، دي بنت بريئة معملتش حاجة، إحنا طالبين إنه يتشنق، ملك كل ذنبها إنها شافته وهو بيقتل أبوها".
إحدى جيران ملك، تكشف بعض التفاصيل: "إحنا عايزين القصاص ذنبها إيه؟ هي نزلت تجيب سجاير وعلبة جبنة لأبوها، طلعت لقيت المجرم بيقتل أبوها، كتم نفسها وخنقها وقلعها هدومها وولع فيها".
جارة عبرت عن حزنها الشديد، وأكدت أنها تعيش في رعب بعد الواقعة ولم تكن تتوقع ما فعله الجاني في جاره الذي يسكن على بعد خطوات منه، لم يرحم طفلة بريئة لم ترتكب أي ذنب.
وقاطعتها جارتها متسائلة: "هو معندوش قلب كده؟ إحنا مش عارفين ننام في بيوتنا بعد اللي حصل"، لافتة إلى أن المتهم خطط لجريمته واشترى بنزينا واحتفظ به داخل شقته "بعد ما خلص وحرقهم راح غير هدومه وكأنه معملش حاجة علشان لو حد سأله يقول أنا مكنتش موجود وقت الحادثة".
يضيف أحد الجيران، أن المجني عليه كان "شقي" -على حد وصفه- "بطل يعمل مشاكل" ولكن بعد خروجه من الحبس في آخر قضية تغير سلوكه، حيث خرج مصابا بمرض السكري وضعف النظر و"كان يبيع بطيخ وفي حاله، وملك دي حرام يتعمل فيها كده دي عيلة صغيرة".
وتروي إحدى الجيران بنبرة حزينة: "ملك كانت جايبة معاها سجاير وشاي لأبوها وعلبة جبنة تاكلها، وكل حاجة اشترتها كانت مرمية على الأرض جنبها حتى باقي الفلوس الفكة اللي كانت معاها دلق عليها البنزين، والمشهد كان مرعب جسمها لزق في الأرض".
تشير أم سارة، صاحبة محل بجوار العقار الذي شهد الجريمة، إلى أن "المباحث شافت الكاميرا اللي قدام المحل بتاعي وظهرت ملك داخلة العمارة الساعة 12 ونص ومخرجتش تاني، وبعدها خرج المتهم حوالي الساعة 2 ونص، كان لابس جلابية، ورجع بالليل لابس ترينج، والواقعة اكتشفناها حوالي الساعة 6 إلا ربع المغرب".
وتستكمل: "جودة القاتل ده مكناش مرتاحين له من أول ما سكن هنا، لأنه مش كويس وليلة الواقعة أحمد المجني عليه كان قاعد معانا هنا قدام المحل وملك بنته كانت تيجي تلعب مع بنتي لأنها من سنها محدش فينا كان متوقع انه هيموت الموتة البشعة دي هو وبنته".
ويؤكد أحد الأطفال، أن المتهم كان سيئ السمعة واعتاد التحرش بالأطفال وسبق وتعدى على المجني عليه بالضرب منذ فترة، وأنه حزين على موت الطفلة مللك "نفسي حقها يرجع والمتهم ياخد إعدام".